fbpx

الانتخابات الرئاسية في مصر..كم صرف مرشحو الرئاسة على إعلانات فيسبوك؟

على رغم أن نتائج الانتخابات الرئاسية في مصر كانت محسومة لصالح السيسي، إلا أن ذلك لم يمنع حملته الانتخابية وآخرين من بث إعلانات داعمة له، تترواح تكلفتها ما بين عشرات إلى مئات الآلاف من الجنيهات، بحسب إحصاءات مكتبة الإعلانات في شركة ميتا.

قال المستشار حازم بدوي، رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، عند إعلانه نتائج الانتخابات الرئاسية في مصر في 18 ديسمبر/ كانون الأول، أن  الدورة الانتخابية هذه “شهدت أقل نسبة إنفاق على الدعاية الانتخابية”.

حصل الرئيس السيسي على نسبة 89.6% من إجمالي أصوات الناخبين، أي 39.7 من أصل 44 مليون صوت. وذهبت بقية الأصوات إلى 3 مرشحين آخرين هم: فريد زهران رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، وحازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهوري، وعبد السند يمامة رئيس حزب الوفد”، إضافة إلى الأصوات الباطلة.  

كانت الانتخابات محسومة لصالح السيسي قبل بدايتها، حسبما تنبأ مراقبون للأوضاع السياسية في مصر، لاسيما مع الحديث عن “قيود” أدت إلى منع مرشحين من خوض السباق، كما حدث مع أحمد الطنطاوي، على الرغم من تأكيد رئيس هيئة الانتخابات عدم حدوث “خروقات أو تجاوزات”.

لم يمنع اليقين بأن النتيجة محسومة مسبقاً ظهور نشاط سياسي على الشبكات الاجتماعية، واستخدام الدعاية من جانب أطراف سياسية وإعلامية كانت مهتمة بدعم المرشح الذي تميل إليه.

18 مليون جنيه.. تكلفة الدعاية خلال عام ونصف  

أظهرت بيانات مكتبة الإعلانات في شركة “ميتا” المالكة لفيسبوك وجود أكثر من 42,096 إعلانًا بتكلفة 18,710,958 جنيه (605,575 ألف دولار) منذ يوليو/ تموز 2022 إلى اليوم. وهو النطاق الزمني المتاح الذي أمكن من خلاله رصد الأنشطة الدعائية خلال إبان هذه الفترة.

تندرج هذه الإعلانات تحت تصنيف ميتا الخاص بـ”الإعلانات حول القضايا الاجتماعية أو الانتخابات أو السياسة”، أي تلك التي ترتبط بجهود حثيثة حول السياسة والانتخابات أو الحراك الاجتماعي.

كم صرف مرشحو الرئاسة على إعلانات فيسبوك؟ 

حسب مكتبة الإعلانات في “ميتا”، دفعت الصفحة الرسمية لـ”الحملة الانتخابية للمرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي” 285,924 ألف جنيه من أجل بث 32 إعلانًا. يتابع الصفحة 515 ألف شخص.

على الطرف المقابل لم تقم صفحة الرئيس المصري الرسمية، التي يتابعها 10 ملايين شخص، بنشر إعلانات، علماً أنه تم تدشين صفحة لحملته الانتخابية في 29 سبتمبر/ أيلول، أي قبل أسابيع فقط من إعلان جدول الانتخابات الرئاسية. وعملت الصفحة على التعريف بفعاليات الحملة والدعاية للرئيس المصري.

تراوحت تكلفة أحد إعلانات صفحة حملة الرئيس المصري ما بين 125 إلى 150 ألفًا، وكانت له 3 نسخ متكررة. في وقت أعطت مكتبة إعلانات ميتا لمحة عن الفئات العمرية التي استهدفها هذا الإعلان.

جاء المرشح الرئاسي حازم عمر، رئيس حزب الشعب الجمهوري، في المرتبة الثانية من حيث عدد الأصوات (مليون و 986 ألف، و352 صوتًا)، لكن المفارقة أنه لم ينفق على دعايته الانتخابية عبر فيسبوك وانستغرام مثلما أنفق السيسي أو فريد زهران، اللذين اكتفيا بالدعاية على منصة فيسبوك. يشار إلى أن عُمر كان عضوًا معينًا من الرئيس المصري في مجلس الشيوخ، وشغل منصب رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس.

كان إجمالي ما دفعته صفحة حازم عمر الرئيسية (79 ألف متابع)، 45 ألف و85 جنيهًا، مضافًا لها 5,341 آلاف جنيه دفعتها صفحة حزبه، من أجل الترويج لدعايته الانتخابية.

في المقابل، صرفت حملة المرشح فريد زهران 122.570 ألف جنيه مقابل 170 إعلانًا. حل زهران في المرتبة الثالثة من حيث عدد الأصوات، ونال مليون 776 ألف 952 صوتًا.

يتابع صفحة “فريد زهران رئيسًا لمصر” نحو 102 ألف شخص، فيما تحظى صفحة الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، الذي يرأسه زهران، بمتابعة 153 ألف شخص. قامت الصفحتان بالترويج الدعائي للمرشح.

بينما لم يصرف المرشح عبدالسند يمامة، رئيس حزب الوفد، أي مبالغ مالية لنشر إعلانات ترويجية له على فيسبوك. وجمع يمامة 822 ألف و606 صوتًا، ليحتل المركز الأخير في الترتيب. بفارق حوالي ضعف عدد الأصوات الباطلة (489 ألف و307 أصوات).

مرشح منسحب هو الأكثر دفعاً لأموال الدعاية

كانت هناك مفارقة أخرى، وهي أن أحمد الفضالي رئيس ما يعرف بتيار الاستقلال المرشح الرئاسي المنسحب قبل بدء الانتخابات رسميًا، أنفق 369,278 ألف جنيه على 76 إعلانًا دعائيًا انتخابيًا في فيسبوك. وهو ما يجعله في صدارة الأكثر دفعًا للأموال في الفترة ما بين شهري أكتوبر/ تشرين الأول إلى ديسمبر/ كانون الأول. بعض هذه التعاملات تمت بعملة الدولار مع الجنيه المصري.

سبق أن واجه الفضالي اتهامات بالتورط في ما يعرف بـ”موقعة الجمل” في ميدان التحرير – 2 فبراير/ شباط 2011، في محاولة لتفريق المحتجين ضد حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك إبان الانتفاضة التي أطاحت به. وهو ما ينفيه الفضالي.

عادة ما يقوم الفضالي بمبادرات فقاعية غير جدية بغرض إثارة الجدل، وعبّر عن تأييده للسيسي في مواضع مختلفة، بينما ربط انسحابه من الانتخابات بـ”انتهاكات” حالت دون قدرته على تحرير المواطنين توكيلات لصالحه ليتمكن من الترشح رسمياً.

داعمون للسيسي.. مسؤولون في حملات مرشحين

لم تقتصر الدعاية الانتخابية عبر الشبكات الاجتماعية على صفحات حملات المرشحين، حيث شارك مسؤولون في الحملات ومواقع إخبارية في دعاية الإعلانات المدفوعة. وسبق أن عبر هؤلاء عن دعمهم لسياسات الرئيس المصري.

على سبيل المثال، شارك قياديون في حزب الشعب الجمهوري وحملة حازم عمر في بث دعاية مدفوعة إضافة، بلغ عددها 80 إعلانًا، مع 120 إعلانًا آخر بثته حملة حازم عمر.  

من بين هؤلاء: أحمد علي الألفي، أمين التنظيم بحزب الشعب الجمهوري، وأحمد الفار عضو هيئة مكتب الأمانة العليا ومساعد أمين الحزب في محافظة الجيزة، وإيلاريا سمير حارص عضو مجلس النواب عن محافظة البحر الأحمر، ونشأت حتة السياسي بالحزب ورجل الأعمال. 

كان لهؤلاء منشورات وإعلانات سابقة تعبر عن دعم الرئيس المصري وسياسات حكومته، والدعوة إلى تفويضه في مجلس النواب في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

أحمد طنطاوي والفقاعة الإعلانية على هامش الانتخابات 

نشطت صفحات وحسابات شخصيات وجهات أخرى في نطاق بث إعلانات سياسية تدور حول الانتخابات الرئاسية في مصر. ويوجد بين المعلنين وسائل الإعلام معروفة بتأييدها للرئيس المصري وأخرى مناهضة لحكمه، إضافة إلى صفحات مستقلة. 

ورد اسم السيسي في 1200 من هذه الإعلانات، و”الانتخابات الرئاسية” في 610 إعلانات. أدرجت مكتبة إعلانات ميتا المنشورات المدفوعة لهذه الصفحات تحت تصنيف ميتا الخاص بـ”الإعلانات حول القضايا الاجتماعية أو الانتخابات أو السياسة”.   

وكانت هناك إعلانات على صفحات مواقع، منها: “مستقبل وطن نيوز، تحيا مصر، الرئيس نيوز، قناة مكملين، صفحة برنامج مصر النهاردة، وصفحة الإعلامي أسامة جاويش”، فضلا عن نواب برلمان مؤيدين للرئيس.

في حين ورد اسم المرشح الرئاسي المنسحب أحمد طنطاوي، في 120 إعلانًا مدفوعًا على فيسبوك. لم تمول حسابات طنطاوي الرسمية هذه المنشورات، وإنما صفحات مؤيدة ومعارضة.  حملت بعض الإعلانات هجومًا على طنطاوي، مثلما وصفه اليوتيوبر محمد نور صاحب صفحة “الوعي نور”، بأنه “عميل والتنظيم الدولي (للإخوان) يعلن دعمه له”. 

كما نشر موقع “تحيا مصر” الإخباري المؤيد للرئيس، إعلانات مدفوعة، قد يؤدي إلى التشويه والتصيد. وتضمنت “تسريبات” منسوبة لطنطاوي، والحديث عن “سلوكيات مرفوضة”، واتهمته بالتحول من “دعم الإخوان إلى ترهيب المواطنين”.

انسحب طنطاوي من الانتخابات، منتقدًا منع أنصاره من تحرير توكيلات لصالحه من جانب أنصاره السيسي. وظهر البرلماني ورئيس حزب الكرامة السابق في فيديوهات خلال احتكاكات مباشرة مع مؤيدي الرئيس الذين عرقلوا وصوله ومؤيديه إلى فرع الشهر العقاري لتحرير التوكيلات، حسبما أظهرت المقاطع المتداولة آنذاك.